الاثنين، 27 يونيو 2011

∙∘|: إنمـا الدنيـا فنـاء ليس للدنيـا ثبوت :|: تقديم راجيات الجنة :|∙∘






الحمد الله فاطر السماوات والأرض جاعل الملائكة رسلاً ‏
سبحانه تعالى يبصرنـا ولا نبصره .. سبحانه وتعالى على العرش استوى ‏
سبحـانه خلق الأرض ومهدها لنـا .. سبحانه خلق محمد نوراً وهدى ‏
‏ سبحـانه جعل الدنيـا " صغيرة، قصيرة ، فانية" .. وكل مخلوق مصيره الفناء

‎ | : راجيـات الجـنـة : |

نبدأ بحديثه سبحـانه جلّ وعلا { كل من عليهـا فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام }‏

وفي قوله أيضـاً
{ اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد ‏
كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما ‏
وفي الآخرة عذاب شديد ‏ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور }‏


‏... ولهذا الحديث اقوال كثيرة للمولى سبحـانه جلّ وعلا ‏

ومن منطوقنـا هذا علمتم أنّ موضوعنـا اليوم عن الدنيـا ومافيهـا من ملذات وشهوات وهوى ‏

نبدأ على بركة الله ..‏


تعريف الدنيـا:شيء صغيـر فقد سميت بالدنيـا لدناءتها بالنسبة للآخرة ..‏ والله اعلم ‏
‏ ‏
‎ | : راجيـات الجـنـة : |

وللدنيـا ..‏ حكايات وقصص كثيرة ‏
وقد اقتصصت من كليلة ودمنة ..‏ حكاية قصيرة ‏

‎ | : راجيـات الجـنـة : |

وإن الحكاية لتتكلم عن رجلٍ فار من خوف فيل هائج يطرده وإذا ببئر قابله فاختبئ فيه .
.‏وتمسك بغصنين كانا أعلى البئر وتنفس الصعداء مرتاحـاً مما جرا ..‏
ووضع رجليه على جانب البئر المبني بالحجارة ..‏ فإذا بحيـات أربع قد أخرجن رؤوسهن من أجحارهن.
فنظر إذا في قعر البئر تنينٌ فاتحٌ فاه ويرتقب سقوطه ليلتهمه ..‏ رفع بصره إلى الغصنين فإذا أصلهمـا جرذان أسود ‏و أبيض
ولا يزال الجرذين دائبين على قرض الغصنين لا يفتران .
فبينما هو خائف يفكر ‏إذ بصر بخلية فيهـا عسل فذاقه فشغلته حلاوة العسل عن التفكير في أمره ..‏
ولم يزل لاهياً حتى سقط في فم التنين ‏‏وهلك .

‎ | : راجيـات الجـنـة : |

وإن الحكاية لمرمزة ..‏ فدعوني اشرح لكم ‏
إن البئر الدنيا ومملوءة بالآفات وشبهت الحيات بالأمراض الضارة بالبدن وهي الأخلاط الأربع ..‏
ملاحظة: لم افهم من الكتاب ما الأخلاط الأربع ..‏ إلا أنه ذكر انها
" الدم والبلغم والصفراء والسوداء " ‏
وإن هذه الأخلاط الأربع إن هاجت بالبدن أو هاج أحدها كانت كسم الأفاعي المميت .
وإن الغصنين الأجل وهو ‏إلى ‏حين ولابد من فناءه ،وأما الجرذين فالليل والنهار دائبان على إفناء الأجل
وأما التنين فقد فسره الكتاب ‏بالمصير أما ‏أنـا فقد شبهته بالآخرة والمصير أيضـاً والعسل هي ملذات الدنيـا وشهواتها.


وإن الحديث يطول ويكثر ويزيد بهـا ‏
فكمن شخص فنـا ولم يبقى سوى ما جنى
وكمن جنوا سيئات مازرعوا .. وكمن جنوا أطيب الثمر ‏

‎ | : راجيـات الجـنـة : |

أحببنـا أن نضيف لموضوعنـا لمسة من نوعٍ آخر

كلمـات دار الغرور

ألا كــل مـاهـو آتٍ قريـب ولـلأرض مـن كـل حـي نصيـب
ولـلنــاس حـب لطـول البـقاء فيـهـا وللمـوت فيهم دبـيـب ‏
ولـلـدهر شـد علـى أهـلـه فـبين مـشـت ونـبلٌ مصيـب ‏
فـكـم مـن أنـاس رأيناهم تفـانـوا فلم يبـقى منهم غريب ‏
وصـاروا إلـى حفرتٍ تحتوي ويسلم فيهـا الحبيب الحبيب ‏
أرى المـرء تـعجبه نـفسه فأعجـب والأمـر عندي عجيـب ‏
وماهـو إلا عـلى نقصه فيوم فيوما يشب و يوما يشيـب‎ ‎
ألايعجـب المـرء من نفسـه إذا مـا نـعاها إليه المشيـب ‏
إذا عبـت أمـراً فـلا تأتـه وذو اللـب يجنـب مـا يسـتعيـب ‏
ودع مــايـريـبـك لا تــأتـه وجــزه إلــى كــل مــالا يريــب ‏
أغـرك منـهـا نهــار يضـيء وليـلٌ يجـن وشـمـس تغيـب ‏
فـلا تـحسب الـدار دار الغـرور ألم تدري أنك فيها غريـب ‏

من إنشـاد : أحمد بوخاطر




اللهم لا تجعل الدُنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا إلى النار مصيرنا واجعل الجنة هي دارنا وقرارنـا برحمتك يا أرحم الراحمين ()




║╔ راجيات الجنة يقدمن ╗║~ ْ° تقرير عن الصاحبي الجليل أنس بن مالك °ْ~





الحمد الله نحمده ونستعينه وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله
وصحبه أجمعين ومن تبعه بإحسـان إلى يوم الدين
كيف الحال جميعـاً ؟ أرجوا أن تكونوا على ما يرام :)



~ ْ° مقدمــة °ْ~

نسيمٌ يهبُّ علينـَـا منْ أعالِي التلالْ
***************** فنسبحُ ربنـَّــا ونذكرهُ ونطلبه
الجنانْ
يعود إليكم فريق راجيات الجنة بما هو جديد ومفيد
سنتكلم اليوم عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-

~ ْ° الفهرس °ْ~
˚ من هو ؟!

˚ حياته

˚ فضائله

˚ مواقفه

˚ حديث من أحاديثه مع الشرح

˚ العاملات على الموضوع

˚ مسك الختام

~ ْ° من هو ؟! °ْ~

أنس بن مالك بن النَّضر الخزرجي الأنصاري خادم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -هو صحابي جليل.
ولد بالمدينة، وأسلم صغيراً وكناه الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- بأبي حمزة.
خدم الرسول -صلى الله عليه وسلم- في بيته وهو ابن 10 سنين.
دعا له النبي: «اللهم أكثر ماله وولده وبارك له، وأدخله الجنة»، فعاش طويلا، ورزق من البنين والحفدة الكثير.
وروى كثيرا من الأحاديث عن رسول الله.


~ ْ° حياته °ْ~


ولد أنس في يثرب عشر سنوات قبل الهجرة لوالدين هما مالك بن النَّضر الخزرجي والغميصاء بنت ملحان أم سليم الأنصارية من بني نجار.
توفي والده وهو مشرك فتزوجت والدته ثانية من ابو طلحة ابن ثابت.
وكان من المسلمين، وانجبت عبدالله ابن ابو طلحة.
وقدمت والدته أنس الى الرسول كتعبير عن دعمها له وكان أنس في العاشرة من عمره وتربى في بيت رسول الله عشر سنوات حتى وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم- .
خرج أنس مع النبي إلى بدر وهو غلام يخدمه. وكان النبي يناديه بأنيس تحببا .
كان أنس أكثر الأنصار مالاً وأوفرهم ذرية حتى إنه رأى من أولاده وحفدته ما يزيد على المائة.
وبعد وفاة النبي شارك أنس في حروب الردة في عهد أبي بكر الصديق، وقد استخدمه أبو بكر في جمع الصدقات.
وكان ممن حضر موقعة اليمامة، وشهد الفتوحات في عهد عمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، ومعاوية بن أبي سفيان.
وتوفي أنس بالبصرة في أوائل التسعينيات من القرن الأول الهجري، وعمره أكثر من مائة عام، وكان آخر من مات من أصحاب رسول الله بالبصرة،
ولما مات قال أهل البصرة: «ذهب اليوم نصف العلم، وذلك لأنهم كانوا يرجعون إليه في كل ما اختلفوا فيه من حديث رسول الله ».

~ ْ° فضائله °ْ~
خدمة الرسول -صلى الله عليه وسلم-:
شرفه المسلمين طوال حياته لخدمته رسول الله منذ هجرته الى المدينة وحتى وفاته.
رواية الأحاديث عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-:
روى أنس اكثر من 180 حديثا شريفا كما ذكر في صحيح البخاري وصحيح مسلم.
كان أنس قليل الحديث عن الرسول، فكان إذا حدّث يقول حين يفرغ: "أو كما قال رسول الله" .
الرمي:
كان أحد الرماة المصيبين، ويأمر ولده أن يرموا بين يديه، وربّما رمى معهم فيغلبهم بكثرة إصابته
علمه:
عندما مات قال مؤرق العجلي :«"ذهب اليوم نصف العِلْم" فقيل له: "وكيف ذاك يا أبا المُغيرة؟" قال: "كان الرجل من أهل الأهواء
إذا خالفنا في الحديث عن رسول الله قلنا له: تعالَ إلى مَنْ سمعَهُ منه"، يعني أنس بن مالك». كما ذكر أنه قال لبنيه: "يا بنيَّ قَيّدوا العلمَ بالكتاب".

~ ْ° مواقفه °ْ~
يقول أنس -رضي الله عنه-: أخذت أمّي بيدي وانطلقت بي الى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقالت:
(يا رسول الله إنه لم يبقَ رجل ولا امرأة من الأنصار إلا وقد أتحفتْك بتحفة،
وإني لا أقدر على ما أتحفك به إلا ابني هذا، فخذه فليخدمك ما بدا لك)
فخدمتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عشر سنين، فما ضربني ضربةً، ولا سبّني سبَّة، ولا انتهرني، ولا عبسَ في وجهي،
فكان أول ما أوصاني به أن قال: (يا بُنيّ أكتمْ سرّي تك مؤمناً )
فكانت أمي وأزواج النبي -صلى الله عليه وسلم-
يسألنني عن سِرّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلا أخبرهم به،
وما أنا مخبر بسرِّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أحداً أبداً ...
دخل الرسول -صلى الله عليه وسلم- على أنس بن مالك فقال عنده ( من القيلولة ) فعرق،
فجاءت أمه بقارورة فجعلت تُسْلِتُ العرقَ فيها،
فاستيقظ النبي -صلى الله عليه وسلم- بها، فقال: ( يا أم سُلَيْم، ما هذا الذي تصنعين ؟ )
قالت:
(هذا عَرَقُك نجعله في طيبنا، وهو من أطيب الطيب من ريح رسول الله -صلى الله عليه وسلم -)
وقد قال أنس: ما شممت عنبراً قط ولا مسكاً أطيبَ
ولا مسسْتُ شيئاً قط ديباجاً ولا خزّاً ولا حريراً
ألين مسّاً من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-

قد حدّث مرة بحديثٍ عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال رجلٍ: ( أنت سمعته من رسول الله ؟ )...
فغضب غضباً شديداً وقال:
( والله ما كلُّ ما نحدِّثكم سمعناه من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-،
ولكن كان يحدِّث بعضنا بعضاً، ولا نتّهِمُ بعضنا )...
قال أبو غالب: ( لم أرَ أحداً كان أضنَّ بكلامه من أنس بن مالك )

~ ْ° حديث من أحاديثه مع الشرح °ْ~
  ذكرنا أن أنس بن مالك-رضي الله عنه- روى عن الرسول -صلى الله عليه و سلم-
180 حديث سنذكر واحداً تستفيدون منه مع شرحه
الحديــــث
عن أنس بن مالك- رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال :
(
ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما
وأن يحب المرء لايحبه إلا لله وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار
)
الشــــــرح

قال تعالى { أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا
فِي السَّمَاء تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَ }
تلك الكلمة هي كلمة التوحيد والإخلاص فإذا غرست في القلب ونمت وترعرعت بإمتثال الأوامر وإجتناب النواهي آتت أكلها وأثمرت حباً لله ويزداد ويرتقي صاحبه بالإستغراق
في الفرائض والنوافل حتى يغطي حب الله ورسوله كل المشاعر وحتى يكون الله ورسوله أحب إليه من ولده ووالده وماله ونفسه
وتبرز أثار هذا الحب في إمتثال أمر الله والتلذذ بالعبادة والتكاليف والرضا بقضائه وقدره
بل يتلقى المحنة بنفس راضية مطمئنة
فالمحب يرضى بل يحب كل أفعال المحبوب ويحرص على أن لا يخالفه أو يغضبه ويتفرع عن هذا الحب :
° حب من يحبه الله ورسوله من أجل حب الله ورسوله وحب الصالحين ومجالستهم والإقتداء بهم وتتبع سيرتهم والميل إليهم لأنهم صالحون وحبهم من حب الله ولله وفي الله
° بغض ما يبغضه الله ورسوله وبغض الكفاروالفسقة والعاصين
وينتج عن هذا الحب وذلك البغض بغض المؤمن أن يعود إلى ذلك الظلام ظلام الكفر بعد أنقذه الله منه وأخرجه إلى النور
من بلغ هذه الدرجة من الحب
بلغ قمة الإيمان وتمتع بحلاوته فحلاوة الإيمان موجودة في المؤمن بوجود الإيمان لكنه لايحسها ولا يستلذها إلا من كانت عنده هذه الخصال الثلاث
وسما بسموه ونوره وهدايته وكانت له الجنات العلى مع النبين والصديقين والشهداء والصالحين وحسُن أولئك رفيقا




~ ْ° مسك الختام °ْ~
وأخيــــــراً وصلنا لمسك الختام
نسبحُّ اللهَ دوماً ونسألهُ العلا **************
فيارب توفيقك بالهداية ولك امتنان






الأحد، 12 يونيو 2011

الجنة ووصف نعيمهـا لــ ابن القيّم .. فيديــو ..








لــ ابن القيّم


ياخاطب الحُور الحِسان وطالباً .. لِوصالهنّ بجنّة الحيــوان
لو كنت تدري من خطبت ومن طلبت .. بذلت ما تحوي من الأثمانِ
أو كُنت تدري أين مسكنها جعلتّ .. السعي منك لها على الأجفانِ
ولقد وصفتُ طريــقَ مسكنهــا .. فإنّ رُمت الوصـال فلا تكن بالــوآنِ
أسرع وحُثّ السير جهدك إنّما .. مسراكَ هذا ساعــة لزمــانِ
فاعشق وحدّث بالوصال النفسَ .. وابذل مهرها ما دُمت ذا إمكانِ






الأحد، 5 يونيو 2011

الدرس الـــ 16ــــ : ~ الـولاء والبـراء ~ مقدم من فريق || راجيـــــات الجنة || ~



والصلاة والسلام على أشرف الأنبيـاء والمرسلين نبينـا محمد وعلى آلـــــهـ وصحبهـ وسلم أجمعيــــن


ثم أمـــا بعد ..

تحيـــــة طيبة وعطرة للجميــع وأهلاً وسهلاً بكم =)

بداية .. الولاء والبراء قاعدة من قواعد الدين وأصل من أصول الإيمان والعقيدة

فلا يصح إيمان شخص بدونهما، فيجب على المرء المسلم أن يوالي في الله ويحب في الله ويعادي في الله

فـ يوالي أولياء الله ويحبهم ، ويعادي أعداء الله ويتبرأ منهم ويبغضهم

قال صلى الله عليه وسلم : " أوثق عُرى الإيمان الحُب في الله والبغض في الله " رواهـ الطيالسي

فـ مما تقدم يتبين أن الولاء يقوم على المحبة والنصرة والاتباع ، فمن أحب في الله وأبغض في الله ووالى في الله وعادى في الله

فهو ولي الله ، قال ابن عباس : من أحب في الله وأبغض في الله ووالى في الله وعادى في الله فإنما تنال ولاية الله بذلك
ولن يجد عبد طعم الإيمان وإن كَثرت صلاته وصومه حتى يكون كذلك ، وقد صارت مؤاخاة الناس على أمر الدنيا 
 وذلك لا يجدي على أهله شيئا ..

فيتضح مما سبق ذكره أن درسنـا لهذا اليوم هو [ الولاء والبراء ]

نبدأ على بركة الله ..


معنى الولاة لغة : مصدر ولي بمعنى قُرب , والوليُّ ضد العدو ويُطلق الولى على المحب والصديق والنصير

أمـا معنى الولاة شرعـاً : محبة المؤمنين ومناصرتهم والقرب منهم .

معنى البراء في اللغة : المباعدة والعداء

معنى البراء شرعـاً : بُغض أعداء ومعاداتهم


:: مكانـة الولاء والبراء في الإسلام ::

الولاء والبراء من مُقتضيات التوحيـد ولذلك كانت له في الإسلام مكـانة رفيعة ومنزلة عظيمة قال تعالى { إِنّمَا وَلِيّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالّذِينَ آمَنُواْ الّذِينَ يُقِيمُونَ الصّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَوَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ
سورة المائدة [ 55 - 56 ]

وللـولاء والبـراء أثر كبير في توجيه تصرفـات المسلم وعلاقاته بالناس مؤمنهم وكافرهم .
وأساس الولاء والبراء مبني على أن الإسلام هو ديـن الحقّ الذي لا يقبل الله من العبـاد غيره وأن
ما سِواه من الأديـان باطلة لا يقبلهـا الله ولا يرضاها , وقد تواترت بذلك النصوص ..

قال الله تعالى { وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ } سورة آل عمران [ 87 ]
وقال تعالى { إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ } سورة آل عمران [ 19 ]
وعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال " من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله
ومنع لله فقد استكمل الإيمـان " رواهـ أبو داود
وقال عليه الصلاة والسلام " أوثق عُرى الإيمان الحُب في الله والبغض في الله " رواهـ الطيالسي



:: الولاء المشروع ::


دّلت النصوص الشرعيـة على وجوب موالاة الله ورسوله والمؤمنين
كمـا قال تعالى { إِنّمَا وَلِيّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالّذِينَ آمَنُواْ } سورة المائدة [ 55 ]
وقال تعالى { وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ } سورة التوبة [ 71 ]
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ثلاث من كُن فيه وجد حلاوة الإيمـان : أن يكون الله ورسوله أحبّ إليه
ممـا سواهما , وأن يحب المرءَ لا يحبه إلا الله , وأن يكره أن يعود في الكفر
كما يكره أن يُقذف في النـار " رواهـ البخاري



:: من صور الولاء المشروع ::


1- الولاء لله تعالى ورسوله - صلى الله عليه وسلم - ومحبتهُما , وفعل الأوامر واجتناب النواهي
والتصديق بما جاء عنهما من أخبار , والتحاكم إلى الشرع , وتعظيم حرمات الدين
والدفاع عن الإسلام , والتحذير من كل بدعـة وشائبة تلصق به .

2- محبة أهل الإسلام وموالاتهم فهي من التوحيد والإيمان ؛ إذ إن من شروط لا إله إلاّ الله
محبة هذه الكلمة ومحبة أهلها وموالاتهم .



3- محبة أهل الخير لأهل الإسلام ومناصرتهم ومناصحتهم , وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المُنكر
  والتواصل معهم والسعي في قضاء حوائجهم وتفريج كُربهم , والاهتمام بقضاياهم , والتعرف على أحوالهم
والفرح بعزتهم ورفعتهم والتألم لـ ألمهم , والدُعـاء لهم , وإصلاح ذات بينهم
وعدم ظلمهم وانتقاصهم وخذلانهم وتعزيز الشعور بالجسد الواحد والبنيان المتين
كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " المؤمن للمؤمن كالبنيان يشُد بعضه بعضـاً وشبك
صلى الله عليه وسلم بين أصابعه " رواهـ البخاري
وقال عليه الصلاة والسلام " ترى المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا
اشتكى عضواً تداعى له سائر جسده بالسهر والحُمى " رواهـ البخاري

4- الحرص على مابه توحيد صفوف المسلمين وجمع كلمتهم , ومن أهم عوامل ذلك الاجتماع
على ولاة أمورهم والسمع والطـاعة لولاة الأمـور بالمعروف
كما قال تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ } سورة النساء [ 59 ]

وقد دّلت النصوص الشرعيـة على عظم شأن اجتماع كلمة المسلمين ولزوم جماعتهم وحذّرت من
التفرق والخروج على جماعتهم وإمامهم , كما قال تعالى { وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ } سورة آل عمران [ 103 ]

وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " السمع والطاعة على المرء المسلم فيما أحب وكره
إلا أن يؤمر بمعصية فإن أمر بمعصية فلا سمع ولا طـاعة " رواهـ البخاري

وقال عليه الصلاة والسلام " من رأى من أميره شيئـاً يكرهه فليصبر عليه فإن من فارق الجماعـة
شبراً فمات إلا مـات ميتة جاهلية " رواهـ البخاري

وعن عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - قال " دعانا النبي صلى الله عليه وسلم فبايعناه فقال فيما أخذ
علينـا أن بايعنا على السمع والطاعـة في منشطنـا ومكرهنـا وعُسرنـا ويُسرنـا وأثرَةٍ علينـا وأن لا ننازع
الأمـر أهله إلاّ أن تروا كُفراً بواحاً عندكم من الله فيه بُرهان " رواهـ البخاري

ومن أمثلة الولاء بين المؤمنين ما حصل من موقف الأنصـار من إخوانهم المُهاجرين رضي الله عن الجميع
الذي ذكره الله تعالى { وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَة
مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } سورة الحشر [ 9 ]

فالواجب على المسلم موالاة إخوانه المسلمين ومحبتهم وعليه أن يأتي بما يستطيع من حقوق الموالاة
كمـا قال تعالى { فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ } سورة التغابن [ 16 ]



:: الموالاة الممنوعــــة ::

وهي موالاة الكافرين بمحبتهم ومناصرتهم على المسلمين , كما قال تعالى { لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ
الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَن تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً
وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ } سورة آل عمران [ 28 ]
وهذا نهي من الله تعالى للمؤمنين عن موالاة الكافرين بالمحبة والنصرة .


:: سبب النهي عن موالاة الكفـار ::

1- أن الكُفّـار أعداء الله تعالى , وقد أخبر الله تعالى في آيات كثيـرة عن عداوته لهم وعن لعنهم
ومقتهم وغضبه عليهم وعدم محبته لهم من ذلك قوله تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء
تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِن كُنتُمْ
خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاء مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ
وَمَا أَعْلَنتُمْ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ } سورة الممتحنة [ 1 ]
2- أن موالاة الكُفّـار دليل على الرضى بما هو عليه من الكفر , وهذا يتنافى مع الرضى
بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولاً .

3- أن الكُفّـار أعداء الإسلام وأهله , قال تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى
أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ } سورة المائدة [ 51 ]
وقال تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاء إِنِ اسْتَحَبُّواْ الْكُفْرَ عَلَى
الإِيمَانِ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ } سورة الممتحنة [ 9 ]
4- أن موالاة الكفـار سبب للركون إليهم ومناصرتهم وهذا موجب لعذاب الله وسخطه
قال تعالى { وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ } سورة هود [ 113 ]

...

هذا ونسأل الله العظيــم أن ينفعنا وإياكُم به , اللهم واجعلنا ممن اتخذك ورسولك والمؤمنين أولياء يا ربّ العالمين
واجعلنا ممن تبرّأ من الُكفر وأهله يا قوي يا عزيز يا متين
سُبحان ربك ربّ العزة عمّا يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
إلى هنــا ينتهي الدرس ..
إلى الملتقى إن شاء الله في درس جديد نستودعتكم الله الذي لاتضيع ودآئعه ( )
سبحانك اللهم وبحمدك نشهدُ أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليـــــك ..