الاثنين، 25 يوليو 2011

∙∘|: وآشوقـاهـ إليك يا رمضان :|: تقديم راجيات الجنة :|∙∘




الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبيـاء والمرسلين
نبينـا محمد وعلى آلـهـ وصحبهـ وسلم أجمعيـن
ثم أمـــا بعد ..
تحيـــــة طيبة ومعطّرة من فريقنـا إليكم وأهلاً وسهلاً بكُم أينمـا كُنتم




ما أشبه الليلة بالبارحة ؛ هذه الأيام تمرُّ سريعاً كأنها لحظات
لقد استقبلنا رمضان الماضي ثم ودعنـاه :"(
وما هي إلاّ أيـامٌ كساعات ونستقبل رمضـان آخر :")
وكم عرفنا من أقوام ؛ أدركوا معنا رمضان أعواماً ، وهم اليوم من سكان القبور
ينتظرون البعث والنشور ، وربما يكون رمضان هذا لبعضنا آخر رمضان يصومه ..!
إن أدراكنا لرمضان نعمة ربانية ، ومنحة إلهية ، فهو بشرى تساقطت لها الدمعات
وانسكبت منها العبرات ..




قال تعالى { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ } [ البقرة : 286 ]

وآشوقـاهـ إليك يا شهر رمضان ويا فرحة القلوب بقدومك يا شهر الصيام والقيام

" إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين و مردة الجن وغلقت أبواب النار
فلم يفتح منها باب ، وفُتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب و ينادي مُنادٍ كل ليلة
يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر ولله عُتقاء من النار و ذلك كل ليلة "
رواه الترمذي وابن حبان وابن خزيمة وحسنه الألباني [ صحيح الجامع 759 ]

جاء في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال " قد جاءكُم شهرُ رمضان شهرٌ مُباركٌ , افترض اللَّهُ عليكُم صِيَامهُ ، يُفتحُ فيه أبوابُ الجنَّة ، ويُغلقُ فيه أبوابُ الجحيم وتُغلُّ فيه الشَّياطِينُ ، فيه ليلة خيرٌ من ألف شهر ، من حُرِمَ خيرها فقد حُرِمْ "
رواه النسائي [ 2079] ، وقال الألباني " صحيح " كما في صحيح الجامع برقم [ 55]

وفي الحديث عنه أيضاً - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " إذا دخل رمضان فُتحت أبواب الرحمة ، وغلقت أبواب جهنم ، وسُلسلت الشياطين ، وفتحت أبواب الجنةرواه البخاري [ 3035] ، ومسلم [ 1793]
رمضان مدرسة للتعلم والتعليم ، والتوبة والإنابة ، ومحطة للتزود بالطاعات والنوافل
رمضان خلوة العابدين مع خالقهم في لياليه وأيامه ، وإخلاص لله وحده في الطاعات والصيام
( يدع طعامه وشرابه وشهوته من أجلي ، الصوم لي وأنا أجزي به )






رمضان دِربة للنفس على المجاهدة والصبر على الطاعات وترك العصيان


رمضان فرصة للمغفرة ، فرصة للتوبة ، وغسل الأوزار والخطايا

فيا فوز الطائعين ، ويا فوز الصائمين ، ويا فوز القائمين ، ويا فوز التالين الذاكرين

فما ألذه من شعور يكتنف قلوبنا ونحن نستقبل شهر الخير والبركات

اللهم بلّغنا أيامه وبلّغنا تمامه , اللهم وأعنّـا على صيامه وقيامه نحن ومن نُحب يا رب العالمين










رمضان .. يا شهر العتق والغفران , رمضان .. يا شهر البرّ والإحسان

يالسعادة نفوس طالما هفّت إليك ، وأرواح طالما حنّت لنفحاتك ونسماتك

وقلوب قد تاقت لـ أزيز بُكائها ودمع عيونها في أسحارك وخلواتك ..

رمضان بستان العارفين ، ولذة الطائعين ، وباب مفتوح للتائبين
فهلُم نستقبله بتوبة وإنابة ، واستغفار وندم ، وعزم على الطاعة والثبات

عسى أن نكون فيه من المعتقين من النيران ، المقبولين المنعمين في أعالي الجنان ..

هلّم يا نفس إلى التوبة ، وإياك والتسويف والإعراض , يا نفس بأي شيء تستقبلين شهر الصيام ..

بإنابة وتوبة .. أم إعراض وإحجام ..

آما آن لكِ أن ترعوي ، ألم يأن لك يا قلب أن تخشع لذكر الله وما نزل من الحق !

أما آن يا نفس أن ينفعك وعظٌ وتذكير !

إلى متى وأنتِ في غفلة ورقاد ، أتظنين أنكِ في الحياة معمّرة ؟

أنسيت القبور وأهلها ، والقيامة وأهوالها !

أما علمت أن لكل أجل كتاب ، وبعد الأجل حساب .. فإمّا ثواب وإمّا عقاب !

كم في القبور من حسرات ، وكم فيها من زفرات ، كم فيها من دركات ونيران

وصراخ وعويل ، النار يعرضون عليها غدواً وعشياً ..

كم في القبور من نفحاتِ برٍّ ونسمات ، كم فيها من جنات ونهر ، كم فيها من نزلِ الجنة

وفرش الجنة ، ولباس الجنة ، ورَوحٍ وريحانٍ من الجنة ..

شتان بين منازل العابدين المشفقين ودرجاتهم ، وبين مضاجع المفرطين ودكاتهم

أولئك في الجنان منعمون ، والآخرون في النيران معذبون

أواه يا نفس .. كم دعيت إلى الحق فأحجمت .. ولما أتى داعي الهوى ركبت وأسرعت ..

أإلى الجنّة أدعوك .. وأنت أمّارة لا ترعوين , أتسمعين النداء .. ولا تجيبين !

يا نفس سبق العابدون وبلغوا المنازل .. فهلا بركبهم تلحقين .. وفي طلب العُلا تنافسين

هاهي نسماتُ الإيمان أطلّت .. ورياح الجنان هبّت .. ونفحات الرحمة تجلّت

هذي الجنان تزيّنت .. وأبوابها تفتّحت .. وهذي النيران تغيّظت .. وأبوابها أوصدت ..

وهذي الشياطين كُبّلت وصُفّدت ..

أتدرين لأي شيء ذاك ؟

إنه لك .. نعم لك أنت !

لترجع إلى ربك .. وتعود إلى رُشدك .. لتستيقظ من رُقادك .. وتفيق من غفلتك

لتغتنم مواسم الإيمان .. وتستعين على طاعة الرحمن


رمضان يا نفس جنة العابدين .. وأنُس المحبين .. فـ هلاّ ترجعين !

نعم .. هلاّ ترجعين ؟

عودي إلى ربك فهذا أوان تنزلُ الرحمات .. وربّك يفرح بتوبة عبده ..

ويبسط يده بالليل ليتوب مُسيء النهار ، ويبسط يده بالنهار ليتوب مُسيء الليل ..

ولا يزال للعبد أمل في قبول التوبة مالم يُغرّغر :(

يا نفس .. ربّك يُناديك .. يا عبادي إنّكم تُخطئون بالليل والنهار

وأنا أغفر الذنوب جميعـاً فاستغفروني أغفر لكم ..

قال تعالى { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِي فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ } [ البقرة : 186 ]

استجيبي لربك .. وعودي إلى رشدك .. وليكن رمضان هذا مفتاح تغيير حياتك

وصفحة جديدة .. ملؤها الطاعة والمحبّة ، والخشية والرجاء

والرغبة والرهبة ، والإنابة والثبات

هلّم يا نفسُ إلى مجالس الإيمان ، ورياض الجنان ، ومداومة الصيام والقيام

والعيش مع آيات القرآن ♥

عسى تحفُنا ملائكة الرحمن فنُكتب في الذاكرين الله كثيراً والذاكرات

ونكتب في سجل المُعتقين من النيران في هذا الشهر المبـارك ()





اللهُم وفّقنـا للصالحات حتى الممات .. وأعنّا على ذكرك وشُكرك وحُسن عبادك

واجعلنا من المقبولين وأحسن اللهُم خاتمتنـا إنّك سميع مُجيب الدُعــاء ..

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين