الأربعاء، 6 أبريل 2011

الدرس الخامس : ~ التكفيــــــر ~ مقدم من فريق || راجيـــــــات الجنة || ~







الصلاة والسلام على أشرف الأنبيـــــاء والمرسلين نبينـــا محمد وعلى آلـــــهـ وصحبهـ وسلم أجمعيــــن
أمـــا بعد..
تحيـــــة طيبة وعطرة للجميـــــع وأهلاً وسهلاً بكم أينمـا كنتم

كيفكم ؟ أخباركم ؟

إن شاء الله الكل بخير وصحة جيدة


نبدأ على بركة الله درسنــا الخامس ألا وهو .. ( التكفيـــــر )




المراد بالتفكير : الحكم على شخص بأنهـ كافر

أحوال الناس في الحكم عليهم :

1-إما أن يكون كافراً أصليـاً كاليهود والنصارى والوثنيين , فهولاء يجب تكفيرهم
بل إن من لم يكفرهم أو شك في كفرهم فهو كـافر , لأنهـ مكذب لمـا جاء عن الله ورسولهـ صلى الله عليهـ وسلم .

قال تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ )

2-إما أن يكون مسلمـاً فهذا لايجوز تكفيرهـ إلا إذا توافرت فيه الشروط وانتفت الموانع
والذي يحكم بذلك هم ( الراسخون في العلم ) ويبن هنـا خطورة تكفير المسلم فأنهـ
أمر عظيم ولا يجوز الإقدام عليهـ .

لقولهـ عليهـ الصلاة والسلام : ( إذا قال الرجل لأخيــهـ يا كافر فقد باء بهـ أحدهمـا )

التكفير حق لله تعـالى : فلا نكفر إلا من كفّره الله ورسولهـ صلى الله عليهـ وسلم
وأهل السنة لا يكفرون من خالفهم لأن الكفر حكم شرعــي .


أنواع التكفيــــــر ثلاثة وهي :

1-التكفير بالعموم : ومعناهـ تكفير المخالفين كلهم عالمهم وجاهلهم من قامت عليهـ
الحجة ومن لم تقم وهذهـ طريقة أهل البدع .


2-تكفير أوصـاف : هذا كقول أهل العلم وأهل السنة والجماعة , من جعل بينه وبين
الله وسائط يدعوهم ويتوكل عليهم ويسألهم كفر , ومن سب الله ورسولهـ صلى الله عليهـ وسلم كفر , ومن كذب بالبعث كفر ,
ويقصدون به أن هذا الفعل أو القول كُفر يخِرج من الملة , أمـا صاحبه فلا يكفرونهـ حتى تتوافر فيه الشروط وتنتفي عنه
الموانع - كما سبق ذكرهـ - فليس من لازم كون الفعل كفراً أن يكون كل من فعلهـ كافراً.


3-تكفير المعيـن : المقصود به الحكم على الشخص الذي وقع في أمر يخرج من الملة بالكفر
فأهل السنة والجماعة في ذلك وسط بين من يقول : لانكفّر أحداً من المسلمين
ولو ارتكب ما ارتكب من نواقص الإسلام إلا إذا توافرت فيهـ شروط التكفير وانتفت عنه الموانع ,
وبين من يكفّر المسلم بكل ذنب دون النظر إلى أن هذا الذنب
ممـا يكفر بهـ فاعلهـ أم لا .



شروط التكفيــــــر وهي شرطـان :

أ‌ ) أن يقوم الدليل من الكتاب أو السنة الثابتة على أن هذا القول أول الفعل ممـا يكفر بهـ فاعله .
ب ‌) انطباق الحكم على من فعل ذلك بحيث يكون عالمـاً بذلك قاصداً لهـ مختاراً ,
فإن كان جاهلاً أو مكرهـاً أو مخطئاً فقد قام بهـ مانع من موانع التكفيـر .


موانع التكفيــــــر أربعـة وهي :


الجهــــــل

أي من نشأ ببادية بعيدة عن أهل العلم والإيمان فأنكر شيئاً مما هو معلوم من الدين
كالصلاة والصيـام أو تحريم شرب الخمر , فلا يكفرونهـ إلا بعد أن تقام عليهم الحجة .


الخطــــــأ

بأن يعمل عملاً أو يعتقداً اعتقاداً أو يقول قولاً مخالفاً للإسلام من غير قصد , كمن حكم بغير
ما أنزل الله مخطئاً وهو يريد أن يحكم بما أنزل الله أو أنكر شيئاً من الدين ظاناً أنهـ ليس منهـ

فال شيح الإسلام ابن تيمية : ( وليس لأحد أن يكفر أحداً من المسلمين وإن أخطأ وغلط حتى
تقام عليهـ الحجة وتبين له المحجة , ومن ثبت إسلامه بيقين لم يزل ذلك عنه بالشك بل لا
يزول إلا بعد إقامة الحجة وإزالة الشبهة )


التأويــــــــل

وهو صرف اللفظ عن ظاهره الذي يدل عليهـ إلى ما يخالفه وهو قسمان :

الأول : قسم يعذر صاحبه بتأويله , وهو ما كان مبنيـاً على شبهة , مثل أن يكون له وجه من
لغة العرب وكان تأويله مبنيـاً على شبهة .
الثـاني : تأويل لا يعذر أصحابه كتأويلات الباطنية , كقولهم عن الحج إنه قصد إمامهم , والصوم حفظ أسرارهم .


الإكــــــــراهـ

من أجبر على الكفر كأن يُضرب أو يُعذّب على أن يرتد عن دينه أو يسبّ الإسلام , فكفر ظاهراً
مع اطمئنان قلبه بالإيمان فهذا معذور ولا يكفر بفعلهـ ذلك .

قال تعالى : ( مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًاط
 فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ )


كيفيــــة قيــــام الحجـة :


لا يحكم على معيّن بالكفر إلا بعد إقامة الحجة عليهـ وإصرارهـ على الكفر الذي وقع منه ,
ويكون ذلك : ببلوغ الحجة للمعين وثبوتهـا , وتمكنه من معرفتهـا وكل ذلك لا يتم إلا بوجود من
يُحسن إقامة الحجة من ( العلمـــاء الراسخين ) .






إلى هنــا ينتهي الدرس أسأل الله العظيــــم أن ينفع به

والدرس القادم بإذن الله عن ( ادعــــاء علم الغيب )

مقدم من فريـــــــق || راجيــــات الجنة ||

إلى المتقى إن شاء الله

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك اللهم وأتوب إليـــــك ..



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق