الأربعاء، 6 أبريل 2011

الدرس العاشر : ~ الفتن والحيـاة ونظر الناس إليهـا ~ مقدم من فريق || راجيـــــات الجنة || ~







والصلاة والسلام على أشرف الأنبيـاء والمرسلين نبينـا محمد وعلى آلـــــهـ وصحبهـ وسلم أجمعيــــن
أمـــا بعد ...
تحيـــــة طيبة وعطرة للجميــع وأهلاً وسهلاً بكم أينمـا كنتم 
ها نحن نعود اليوم مع درس جديد  ألا وهو ( الفتن والحيـاة ونظر الناس إليهـا ) 
نبدأ على بركة الله ..


فريـق راجيــآت الجنة ...  




أولاً مـا معنى الفتن ؟



للفتنة معان عدة , منهـا : الضلال , والمحنة والابتلاء والامتحان والاختبار

وخلق الله جل وعلا الدنيا لتكون داراً للابتلاء والاختبار، ومن ثم فإنه جعل الإنسان يتقلب فيها بين المنشط والمكره،

والرخاء والشدة، والخير والشر؛ ليرى سبحانه كيف يصنع هؤلاء العباد، وكيف يطلبون مراضيه في جميع الأحوال

وقد ابتلى الله عباده بالفتن بقولهـ تعالى { وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ }

وقال رسول الله صلى الله عليهـ وسلم " تعرض الفتن على القلوب كالحصير عُوداً عُوداً فأيٌ قلب أُشْرِ بها

نُكِتَ فيه نكتةُ سوداءُ وأيُ قلب أنكرهـا نُكِتَ فيه نكتةٌ بيضاءُ حتى تصيرَ القلوبٌ على قلبين على أبيض مثل الصفـا

فلا تضرّه فتنةٌ ما دامت السماوات والأرض , والآخر أسود مربادّاً كالكوز مُجَخَّيـاً لا يعرف معروفـاً ولا ينكر منكراً

إلا ما أُشْرِبَ مِنْ هواه " رواهـ مسلم

وهذه الفتن قد تكون عذاباً لقوم وقد تكون رحمة وتكفيراً لسيئات آخرين




فريـق راجيــآت الجنة ...  





ماهي أنواع الفتن ؟



الفتن التي يبتلى الله بها عبادة كثيرة وهي ترجع إلى نوعين :

الأول : فتن الشهوات كفتنة المـال والنساء ><

الثاني : فتن شُبهات تتعلق بالدين كالأهواء التي أدت إلى ظهور البدع والقتال بين المسلمين




أمـا أسباب الفتن فتعود إلى :


أ . إتباع الهوى وفساد القصـد

ب . الغلو والتقصيـر

ج . الجهل بمـا جاء به النبي صلى الله عليهـ وسلم

د . إتباع المتشابه وترك المحكم

قال تعالى { يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا }

والمراد بالمتشابه في الآية السابقة : أن يكون معنى الآية خفيـاً بحيث لا يفهم المراد

منه إلا برده إلى النصوص الأخرى .

والمراد بالمحكم في الآية : أن يكون معنى الآية واضحـاً جليـاً لا خفاء فيه .




أمـــا موقف المسلم من الفتن وطرق الوقاية منهـا :


فقد حذر النبي صلى الله عليهـ وسلم من الفتن لمـا يترتب عليهـا من المفاسد الكبرى في الدين والدنيـا

على الفرد والأمـة ولذا فقد أرشد عليهـ الصلاة والسلام إلى ما يعصم منهـا ومن ذلك ما يلي :

1- التعوذ من الفتن في الصلاة بالدعـاء كقول " اللهم إني أعوذ بك من فتنة المحيا و الممات ومن شر فتنة المسيح الدجال "

2- التمسك بالكتاب والسنة

3- لزوم جماعة المسلمين وإمامهم

4- ترك السعـي في الفتنـة

5- الرجوع إلى العلمـاء الراسخين

6- السمع والطاعة للولاة والصبر على جورهم وعدم الخروج عليهم .




فريـق راجيــآت الجنة ...  




الحيــــاة الدنيـآ ونظر الناس إليهــا ..


خلق الله الحيـاة الدنيـا لحكم عظيمة , وجعل ما عليهـا من الزينة والمتاع ؛ إختباراً للناس وامتحاناً لهم

كمـا قال تعالى { الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً }

وقال تعالى { إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً }

وقد تنوع نظر الناس إلى هذه الحيـاة بحسب عقائدهم واتجاهاتهم ويمكن إجمال ذلك في نظرتين :


1- النظرة الصحيحة للحيـاة الدنيـا : وهي التي تجعل ما في هذه الحياة من مال وسلطان وزينة وقوى

مادية وسيلة يستعان بها لعمل الآخره , ويشارك الإنسان في عمارتهـا والاستفادة مما سخره الله فيها

بما يعين على تحقيق الغاية من خلق الإنسان كمـا قال تعالى {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ }

وينظر إليها بوصفها دار ممر ومزرعة الآخرة ومجالاً للتسابق في الخيرات , ولا ينافي ذلك التمتع

بما أحل الله له من الطيبات كما قال تعالى قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ }

والدنيـا في الحقيقة لا تذم لذاتهـا , وإنما يتوجه المدح والذم إلى فعل العبد فيهـا .




2- النظرة الفاسدة للحيـاة الدنيـا : هي التي تجعل هذه الحياة الدنيـا وما فيها من متع وملذات ومفاتن

غاية يسعى إليهـا وتفنى الأعمـار في تحصيلهـا , فتجد تفكير صاحب هذه النظرة مقصوراً

وعمله محصوراً في تحصيل ملذاته العاجلة والاستمتاع بها مع الغفلة عن الله والدار الآخرة وقد توعد الله تعالى

أصحاب هذه النظرة فقال سبحانه وتعالى عنهم { إِنَّ الَّذِينَ لاَيَرْجُونَ لِقَآءَنَا وَرَضُواْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّواْ بِهَا وَالَّذِينَ
هُمْ عَنْ ءَايَاتِنَا غَافِلُونَ * أوْلَئكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ }

وقال تعالى {مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيا َوَزينتها نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيَها وَهُمْ فِيَها لاَ يُبْخَسُونَ أُوْلَئِكَ
الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيَها وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }


وهذا الوعيد يشمل كل من أراد بعمل الآخرة الحياة الدنيا وعاش فيها عيشة البهائم حتى ألغى

عقله وسخر طاقته وضيّع أوقاته في الأمور الفانية مع الإعراض عن الله والدار الآخرة ولهذا

قال تعالى أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلا كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً }

ومن أمثلة هذا الصنف ما ذكره الله في قصة قارون , فقال تعالى { فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا
يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ }


فقلوب الذين يريدون الحياة الدنيا وعقولهم متعلقة بها , ومثل ذلك من ينبهر بما عند بعض الكفار

من تقدم صناعي واقتصادي فيعجب بهم ويدعو إلى اقتفاء آثارهم مطلقاً مع تناسي انحطاطهم الأخلاقـي

وسوء عاقبتهم في الآخرة , فلم يميز بين ما يؤخذ منهم ويشاركون فيه من المحاسن

والمنافع وما يترك مما هم فيه من المفاسد والانحرافات !



فريـق راجيــآت الجنة ...  



إلى هنــا ينتهي الدرس ..
اللهم لا تجعل الدنيــآ أكبر همنا ولا مبلغ علمنــآ ولا إلى النـآر مصيرنـا
أسأل الله العظيــم أن ينفع به 
ويعلّمـا ما ينفعنـا ويزدنـا علمـاً وفقهـاً في أمور ديننـا .. اللهم آميــــــن
إلى الملتقى إن شاء الله 
وأتمنى أن تكون الفقرة الجديدة التي أضفتهـا نالت إعجابكم ^^
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك اللهم وأتوب إليـــــك ..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق