الأربعاء، 6 أبريل 2011

الدرس التاسع : ~ الطيـــرة + سـوء الظن بالله ~ مقدم من فريق || راجيـــــات الجنة || ~








والصلاة والسلام على أشرف الأنبيـــــاء والمرسلين نبينـــا محمد وعلى آلـــــهـ وصحبهـ وسلم أجمعيــــن
أمـــا بعد ...
تحيـــــة طيبة وعطرة للجميـــــع وأهلاً وسهلاً بكم أينما كنتم 
كل عام وأنتم بخير و رمضــان مُبـارك  على الجميع وجعلنـا من صوّامهـ وقوّامهـ .. اللهم آميــــن


ها نحن نعود اليوم مع درس جديد  ألا وهو ( الطيــــرة + سـوء الظن بالله ) 
نبدأ على بركة الله ..

فريـق راجيــآت الجنة ...  


المراد بهـا : التشاؤم بمرئي أو مسموع أو معلوم ,

فالمرئي مثل : لو رأى طيراً فتشاءم لكونهـ موحشاً أو

مسموع مثل : من همّ بأمر وسمع أحداً يقول لآخر يا خسران فتشاءم , والمعلوم كالتشاؤم ببعض الأيــام أو الشهور أو السنوات

ومنهـ التشاؤم بالطيـور والأسمـاء والألفـاظ والبقاع والأشخـاص وغير ذلك , فإذا عزم شخص على أمر من الأمـور

فرأى أو سمع ما يكرهـ فإن تأثر به فلا يخلو من أحد أمريــن :

الأمر الأول : أن يستجيب لذلك المؤثر فيترك ما كان عازمــاً عليهـ تأثراً بما رأى أو سمع فيعلق قلبهـ بذلك المكروهـ ويؤثر ذلك

على إيمـانهـ ويخل بتوحيدهـ وتوكلهـ على الله , وهذا داخل في الشرك الأصغر .

الأمر الثـاني : ألا يستجيب لذلك الداعـي ولكنهـ يؤثر في قلبهـ حزنـاً وهمّـاً وغمّـاً فهذا وإن كان دون الأول لكنهـ

ضرر على العبد وموهن لتوكلهـ وربمـا تدرج به إلى الأمـر الأول .

لمـا روى ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعـاً " الطيرة شرك , الطيرة شرك , الطيرة شرك رواهـ أبو داود.

فريـق راجيــآت الجنة ...  


[ أمـا الفرق بين الفأل و الطيرة والمنهـي عنهـا ]

جـاء في الحديث عن أنس رضي الله عنهـ قال : قال رسول الله صلى الله عليهـ وسلم " لا عدوى ولا طيرة ويعجبني الفأل

قالوا : وما الفأل ؟ قال : الكلمة الطيبـــة رواهـ البخـاري .

وقد بيّن النبي صلى الله عليهـ وسلم الفأل بأنهـ الكلمة الطيبة , وأخبر أنهـ يعجبه فدل على أنه ليس من الطيرة

المنهـي عنهـا , وليس فيه شيء من الشرك .

وصفه ذلك : أن يعزم العبد على أمر ثم يرى في تلك الحال أو يسمع ما يسره مثل : يا راشد أو سالم أو غانم

فيتفاءل ويزداد طعمهـ في تيسير ذلك الأمر الذي عزم عليهـ , فهذا كلهـ خير وآثارهـ خير .

وإنمـا أعجبهـ الفأل لأنهـ حسن ظن بالله , والعبد مأمور أن يحسن الظن بربه .

والطيرة سوء ظن بالله عزّ وجل , وتوقع للبلاء , ومن هنـا جاء الفرق بينهمـا في الحكم لأن الناس إذا أملوا الخير من الله

علقوا قلوبهم به , وتوكلوا عليهـ , وإذا قطعوا آمالهم ورجاءهم من الله كان ذلك من الشر والتعلق بغير الله ... هذا والله أعلم .

فريـق راجيــآت الجنة ...  


[ حسن الظن بالله من واجبـات التوحيد ]

لايتم إيمان العبد ولا يكتمل توحيده حتى يعتقد جميع ما أخبر الله به أسمائه وصفاته وكماله ,

وتصديقه بكل ما أخبر به , وأن ما وعد به من نصر الدين وإحقاق الحق وإبطال الباطل واليسر بعد العسر سيقع .

وكل ما ينافي ذلك فإنه من ظنون الجاهلية المنافية للتوحيد , لأنهـا سوء ظن بالله وتنقص لكماله وتكذيب لخبره وشك في وعده .

وحسن الظن هو الرجاء ، فمن كان رجاؤه حاديا له على الطاعة زاجرا له عن المعصية فهو رجاء صحيح ، 
ومن كانت بطالته رجاء ، ورجاؤه بطالة وتفريطا فهو المغرور ، والله ولي الأمور .

فريـق راجيــآت الجنة ...  


[ ســــــوء الظن بالله ]

لقد ذّم الله من أسماء الظن به وأخبر عن المشركين أنهم يظنون به ظن السوء ,

قال تعالى :{ وَيُعَذِّبَ الْمُنافِقِينَ وَالْمُنافِقاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دائِرَةُ 
السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَساءَتْ مَصِيرًا }

معناهـ : ظنك أن الله لا يغفر لك، وأنه لا يدخلك الجنة ، بأن تظنظنًا غير مناسب ,

فينبغي أن تظن بالله كل خير لأنه عليهـ الصلاة والسلام يقولقال الله عز وجل أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه حيث ذكرني رواه البخـاري

وقال عليه الصلاة والسلام " لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله عز وجل رواه مسلم

ووصف المنافقين بأنهم يظنون بالله غير الحق فقال تعالى :{ يَظُنُّونَ بِاللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ 
ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الأَمْرِ مِن شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ}

قال ابن القيم في تفسير هذه الآية : وفد فُسّر هذ الظن الذي لا يليق بأنه سبحانه لا ينصر رسوله وأن أمره سيضمحل , 
وقد فٌسّر بظنهم أن ما أصابهم لم يكن بقضائه وقدره ولا حكمه له فيه .

ففسر بإنكــار الحكمة وإنكـار القدر , وإنكـار أن يتم رسوله ويظهره على الدين كله , وهذا هو ظن السوء المذكور في هذه الآية .

وأكثر الناس يظنون بالله ظن السـوء فيما يختص بهم وفيما يفعله بغيرهم ولا يسلم من ذلك إلا من عرف الله

وأسماءه وصفاته وموجب حكمته وحمده , فليعتن اللبيب الناصح لنفسه بهذا , وليتب إلى الله ,

وليستغفره من ظنه بربه ظن الســوء .

فأحسن ظنك بالله ، وظُنَّ به أنه يعفو عنك سبحانه ، وأنه يقبل منك ، وأنه يدخلك الجنة ؛لأنه هو العفو الغفور ،

الذي يغفر لعباده الموحدين المؤمنين ويتجاوز عن سيئاتهم ، كماأنه سبحانه شديد العقاب لمن تساهل في حقه وارتكب معصيته،

ولكن مع هذا تحذر السيئات ؛لأن السيئات تغضبه سبحانه ، ولا تقنط ولا تيأس وإن كان عندك معصية ،

وعليك أن تبادربالتوبة إلى الله منها وعدم الغرور ، وعدم الأمن من مكر الله عزَّ وجل ,

والإصلاح قبل الموت ؛ لأن المعاصي تدعو إلى سوء الظن بالله ... هذا والله أعلم .

فريـق راجيــآت الجنة ...  

إلى هنــا ينتهي الدرس ..
أسأل الله العظيــم أن ينفع به 
ويعلّمـا ما ينفعنـا ويزدنـا علمـاً وفقهـاً في أمور ديننـا .. اللهم آميـــــن

إلى الملتقى إن شاء الله 

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك اللهم وأتوب إليـــــك ..





هناك تعليقان (2):

  1. جزالك الله خير على الطرح الرائع سلمت اناملك وجعل كل ماكتبتية في موازين حسناتك

    ردحذف
  2. اللهم آميـــن بارك الله فيك :)
    وحيـاك المولى ..

    ردحذف