الأربعاء، 6 أبريل 2011

الدرس الـــ11ــــ : ~ التوســــل ~ مقدم من فريق || راجيـــــات الجنة || ~






والصلاة والسلام على أشرف الأنبيـاءوالمرسلين نبينـا محمد وعلى آلـــــهـ وصحبهـ وسلم أجمعيــــن


أمـــا بعد ..


تحيـــــة طيبة وعطرة للجميــع وأهلاً وسهلاً بكم أينما كنتم 




ها نحن نعود اليوم مع درس جديد ألا وهو ( التوســــــل )




نبدأ على بركة الله ..




فريـق راجيــآت الجنة ...  






تعريف التوسل لغة : هو التقرب إلى الشيء والتوصل إليه , والوسيلة القربة


قال تعالى { وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ }


وشرعــاً : التقرب إلى الله سبحانه بكل أمر مشروع




أقســام التوسل قسمــــان :




الأول : توسل مشروع وهو أنواع كالآتــي ..


1- التوسل إلى الله تعالى بأسمائه وصفاته على الوجه الذي أمر الله تعالى به في قوله :


{ وَلِلَّهِ الأسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }


كـأن يقول : اللهم إني أسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العليا أن تغفر لي


2- التوسل إلى الله تعالى بالإيمـان والأعمـال الصالحة التي قام بها المتوسل , كمـا قال تعالى


عن أهل الإيمـان { رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأَبْرَارِ }


ومثل قول القائـل : اللهم إني أسألك بحبي لنبيك أن تغفر لي , أو اللهم إني أسألك بصلاتي أو ببري لوالدي أن تفرج كربتي .


ونستشهد بذلك كمـا جـاء في حديث الثلاثة الذين انطبقت عليهم الصخرة فسدّتْ عليهم باب الغار


فلم يستطيعوا الخروج توسلوا إلى الله بصـالح أعمالهم ففرّج الله عنهم .


3- التوسـل إلى الله بدعــاء الصالحين الأحيــاء كما كان الصحابة إذا أجدبوا طلبوا من النبي صلى الله عليه وسلم


أن يدعو الله لهم , ولمـا توفي صاروا يطلبون من عمه العباس رضي الله عنه فيدعو لهم .






الثـــاني توسـل ممنوع وتعرفيهـ كالآتـي ..


هو التقرب إلى الله تعالى بمـا لم يشرعه الله ولا رسوله صلى الله عليه وسلم


كالتوسـل بجاه النبي عليهـ الصلة والسلام والتوسـل بذوات المخلوقين أو حقهم .






وتفصيـــل ذلك كمــا يلي :




1التوســل إلى الله بذوات المخلوقـات ....


حكمه : بدعـة ولا يجـوز , لعدم ورود ما يدل على ذلك , والتوسـل عبادة والعبادة متوقفة


على الدليل الشرعـي فالتوسـل بذات المخلوق لا يجوز .






2- التوسـل بجاه النبي صلى الله عليهـ وسلم أو بجاه غيرهـ ....


حكمه : بدعـة ولا يجوز , لأنه عبـادة والعبادات لا تثبت إلا بدليـل صحيح صريح ولم يثبت شيء من ذلك ,


ولم يفعلهـ أحد من الصحابة رضي الله عنهم ولا السلف الصـالح وأمـا الحديث الذي فيه


" إذا سألتم الله فاسألوه بجاهـي فإن جـاهي عند الله عظيـم " فهو حديث مكذوب ولم يروه أهل العلم بالحديث


وإذا كـان هذا في حق النبي صلى الله عليهـ وسلم وهو أشرف الخلق فغيره من باب أولى .






3- التوســل بحق المخلوق ....


والمراد به : هو أن يدعـو الله بحق مخلوق , كـأن يقول اللهم إني أسألك بحق فلان أو بحق الكعبـة أن تغفـر لي .


فحكمه : بدعــة ولا يجوز , لأمريـن :


الأول >> أن الله سبحانه لا يجب عليه حـق لأحد , وإنمـا هو الذي يتفضـل سبحانه على المخلوق بذلك


كمـا قال تعالى { وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ } فكون المطيع يستحق الجزاء هو استحقاق فضـل وإنعام وليس هو استحقاق


مقابلة ومقايضة , كمـا يستحق المخلوق على المخلوق .


الثـاني >> أن هذا الحق الذي تفضل الله به على عبده هو حق خاص بصاحبه لا علاقة لغيره به


فإذا توسـل به غير مستحقة كـان متوسلاً بأمر لا علاقة له به وهذا لا يجديه شيئـاً , وأمـا الحديث


الذي فيه " أسألك بحق السائلين " فهو حديث ضعيف لم يثبت فلا يحتج به .






4- الاستعانة بالمخلوق والاستغاثة به ....


الاستعانة : طلب العون والمؤازرة في الأمـر


الاستغاثة : طلب الغوث وهو إزالة الشدة ورفع الكرب




أمـا حكمهمـا على نوعيـن :


الأول >> جائزة إذا كـانت فيمـا يقدر عليه المخلوق الحي الحـاضر


والدليـل قوله تعالى { وَتَعَاوَنُوا عَلَى البِرِّ وَالتَّقْوَى } وقال تعالى في قصة موسى عليهـ السلام


فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ } وكمـا يستغيث الرجـل بأصحابه في الحرب وغيرهـا ممـا يقدر عليه المخلوق .


الثــاني >> غير جائزة وهي من الشرك الأكبـر إذا كـانت فيمـا لا يقدر عليهـ إلا الله كالاستغاثة والاستعانة


بالأموات والغائبين ولاستغاثة بالأحيــاء والاستعانة بهم فيمـا لا يقدر عليهـ إلا الله من دفع الضر


وتفريج الكربـات كشفــاء المرضى والدليـل قوله تعالى { إِيّاكَ نَعْبُدُ وإِيّاكَ نَسْتَعِينُ } أي لا نعبد


إلاّ إيـاك ولا نستعيـن بغيرك فدلّ على أنه لا يجـوز الاستعانة إلاّ بالله فيمـا لا يقدر عليه إلاّ الله


فكمـا لا يعبد غيره فلا يستعـان إلا به سبحانه , وأمـر النبي صلى الله عليهـ وسلم ابن عباس رضي الله عنهمـا


في وصيتهـ له أن يتجه بالسـؤال والاستعانة وطلب دفع الضُر إلى الله وحده فقال عليهـ الصلاة والسلام


إذا سألت فاسـأل الله وإذا استعنت فاستعـن بالله ....... " إلى نهاية الحديث




فريـق راجيــآت الجنة ...  




إلى هنــا ينتهي الدرس ..


اللهم لا تجعل الدنيــآ أكبر همنا ولا مبلغ علمنــآ ولا إلى النـآر مصيرنـا


أسأل الله العظيــم أن ينفع به 


ويعلّمـا ما ينفعنـا ويزدنـا علمـاً وفقهـاً في أمور ديننـا .. اللهم آميــــــن

إلى الملتقى إن شاء الله 

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك اللهم وأتوب إليـــــك ..





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق