الاثنين، 27 يونيو 2011

∙∘|: إنمـا الدنيـا فنـاء ليس للدنيـا ثبوت :|: تقديم راجيات الجنة :|∙∘






الحمد الله فاطر السماوات والأرض جاعل الملائكة رسلاً ‏
سبحانه تعالى يبصرنـا ولا نبصره .. سبحانه وتعالى على العرش استوى ‏
سبحـانه خلق الأرض ومهدها لنـا .. سبحانه خلق محمد نوراً وهدى ‏
‏ سبحـانه جعل الدنيـا " صغيرة، قصيرة ، فانية" .. وكل مخلوق مصيره الفناء

‎ | : راجيـات الجـنـة : |

نبدأ بحديثه سبحـانه جلّ وعلا { كل من عليهـا فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام }‏

وفي قوله أيضـاً
{ اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد ‏
كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما ‏
وفي الآخرة عذاب شديد ‏ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور }‏


‏... ولهذا الحديث اقوال كثيرة للمولى سبحـانه جلّ وعلا ‏

ومن منطوقنـا هذا علمتم أنّ موضوعنـا اليوم عن الدنيـا ومافيهـا من ملذات وشهوات وهوى ‏

نبدأ على بركة الله ..‏


تعريف الدنيـا:شيء صغيـر فقد سميت بالدنيـا لدناءتها بالنسبة للآخرة ..‏ والله اعلم ‏
‏ ‏
‎ | : راجيـات الجـنـة : |

وللدنيـا ..‏ حكايات وقصص كثيرة ‏
وقد اقتصصت من كليلة ودمنة ..‏ حكاية قصيرة ‏

‎ | : راجيـات الجـنـة : |

وإن الحكاية لتتكلم عن رجلٍ فار من خوف فيل هائج يطرده وإذا ببئر قابله فاختبئ فيه .
.‏وتمسك بغصنين كانا أعلى البئر وتنفس الصعداء مرتاحـاً مما جرا ..‏
ووضع رجليه على جانب البئر المبني بالحجارة ..‏ فإذا بحيـات أربع قد أخرجن رؤوسهن من أجحارهن.
فنظر إذا في قعر البئر تنينٌ فاتحٌ فاه ويرتقب سقوطه ليلتهمه ..‏ رفع بصره إلى الغصنين فإذا أصلهمـا جرذان أسود ‏و أبيض
ولا يزال الجرذين دائبين على قرض الغصنين لا يفتران .
فبينما هو خائف يفكر ‏إذ بصر بخلية فيهـا عسل فذاقه فشغلته حلاوة العسل عن التفكير في أمره ..‏
ولم يزل لاهياً حتى سقط في فم التنين ‏‏وهلك .

‎ | : راجيـات الجـنـة : |

وإن الحكاية لمرمزة ..‏ فدعوني اشرح لكم ‏
إن البئر الدنيا ومملوءة بالآفات وشبهت الحيات بالأمراض الضارة بالبدن وهي الأخلاط الأربع ..‏
ملاحظة: لم افهم من الكتاب ما الأخلاط الأربع ..‏ إلا أنه ذكر انها
" الدم والبلغم والصفراء والسوداء " ‏
وإن هذه الأخلاط الأربع إن هاجت بالبدن أو هاج أحدها كانت كسم الأفاعي المميت .
وإن الغصنين الأجل وهو ‏إلى ‏حين ولابد من فناءه ،وأما الجرذين فالليل والنهار دائبان على إفناء الأجل
وأما التنين فقد فسره الكتاب ‏بالمصير أما ‏أنـا فقد شبهته بالآخرة والمصير أيضـاً والعسل هي ملذات الدنيـا وشهواتها.


وإن الحديث يطول ويكثر ويزيد بهـا ‏
فكمن شخص فنـا ولم يبقى سوى ما جنى
وكمن جنوا سيئات مازرعوا .. وكمن جنوا أطيب الثمر ‏

‎ | : راجيـات الجـنـة : |

أحببنـا أن نضيف لموضوعنـا لمسة من نوعٍ آخر

كلمـات دار الغرور

ألا كــل مـاهـو آتٍ قريـب ولـلأرض مـن كـل حـي نصيـب
ولـلنــاس حـب لطـول البـقاء فيـهـا وللمـوت فيهم دبـيـب ‏
ولـلـدهر شـد علـى أهـلـه فـبين مـشـت ونـبلٌ مصيـب ‏
فـكـم مـن أنـاس رأيناهم تفـانـوا فلم يبـقى منهم غريب ‏
وصـاروا إلـى حفرتٍ تحتوي ويسلم فيهـا الحبيب الحبيب ‏
أرى المـرء تـعجبه نـفسه فأعجـب والأمـر عندي عجيـب ‏
وماهـو إلا عـلى نقصه فيوم فيوما يشب و يوما يشيـب‎ ‎
ألايعجـب المـرء من نفسـه إذا مـا نـعاها إليه المشيـب ‏
إذا عبـت أمـراً فـلا تأتـه وذو اللـب يجنـب مـا يسـتعيـب ‏
ودع مــايـريـبـك لا تــأتـه وجــزه إلــى كــل مــالا يريــب ‏
أغـرك منـهـا نهــار يضـيء وليـلٌ يجـن وشـمـس تغيـب ‏
فـلا تـحسب الـدار دار الغـرور ألم تدري أنك فيها غريـب ‏

من إنشـاد : أحمد بوخاطر




اللهم لا تجعل الدُنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا إلى النار مصيرنا واجعل الجنة هي دارنا وقرارنـا برحمتك يا أرحم الراحمين ()




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق