الأربعاء، 6 أبريل 2011

الدرس الـــ13ــــ : ~ النيـــّـــة ~ مقدم من فريق || راجيـــــات الجنة || ~







أن الحمـد لله نحـمده وستعيـنه ونستغـفره ونسـتهديه ونعـوذ بالله من شـرور


أنفسـنا ومن


سيـئات أعـمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له


وأشهد أن لا إله إلا الله


وأن محمد الحبيب المصطفى عبد الله ورسوله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم


أما بعــد ..


أحييكم جميعاً أحبتي بتحيه الإسلام ..|.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..|..


أتمنى .. أن تكونوا في صحة وعافيه جميعــاً








نبدأ بأفضل الحديث كتاب الله قال عزّ وجـل :


{ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا


مَذْمُومًا مَدْحُورًا (18) وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ


سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا (19) كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا


(20) انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا }


....


فالنّيـة .. أمــرها عظــيم فهي روح العـمل لـو تغـيرّت الـروح أو غـاب


مـات العـمل وانتـهى وانـقطع ..|ذكـره .. وأثـره|


ولهــذا كان حديثنـا عنها لأهميتها ولعظم شأنها


في كل شيء إذ لا تتم الأعمال إلا بها ..


...


قال عبد الله ابن المبارك .. [ اثنتان منجيتان واثنتان مهلكتان فالمنجيتان 
النية والنهي فالنية أن تنوي أن تطيع الله فيما يستقبل والنهي
أن تنهى نفسك عمّا حرم الله عزّ وجل ]


...


عمــدة الــدين عنــدنا كلـمات ... أربــع من كلام خير البرية


إتـق الشبهات وازهد ودع ما ... ليس يعنيك واعملّن .. بنيــة














النّـية : هي عزم القلب على فعل العبادة تقربـاً إلى الله تعالى


أشار في التعريف إلى ذِكر التقرب إلى الله بالامتثال وهو ما يخرج العادة إلى العبادة


والنية إنما يحتاج إليها في العبادات، وأما في المباحات فليست محل ثواب ولا عقاب لِذاتها


||




[.. محـــلّها ..]


محلّها .. القلب الأدلة على ذلك


قوله تعالى { لَهُمْ قُلُوبٌ لَايَفْقَهُونَ بِهَا }


وقال تعالى { وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوه }


وقال تعالى { أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا }


وقال تعالى { فإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ }




[.. الجهر بالنّيـة ..]
وأمـا الجـهر بها أوالنـطق بها سِـراً أو نطقـها باللسـان فليـس صحيحاً
|فإن النية محلها القلب |


لايوجد دليل يدل على مشروعية الجهر بالنية وعليه يكون الجهر بها بدعة !


وأن الله سبحانه وتعالى يعلم السرَّ وأخفى


قال تعالى { قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ }







[.. الحكمة من مشروعيتها ..]


تمييز العبادات عن العادات .. وتمييز ما كان لله سبحانه وتعالى عمّا كان لغيره


وكذلك تمييز العبادات بعضها عن بعض فهذه فريضة وهذه نافلة ..


فالصيام مثلاً .. قد يكون حمية وقد يكون قُربة والغسل قد يكون تبرداً ونظافة


وقد يكون عبادة ولا يميز هذا عن ذاك إلاّ النـّـية














[.. النّيـة نوعـــــان ..]


النوع الأول نية مفروضة .. ولا تصح العبادة إلا بهـا


مثال : كالنيـة في الوضوء والصلاة والزكاة والصوم والحج وهذه النيـة لا يكاد يغفل


عنها أحد فإذا توضأ الإنسان ليصلي أو ليمس المصحف أو ليكون طاهراً فقد


أتى بالنية فقصد الصلاة أو قصد رفع الحدث هذا هو النية في الوضوء ..




||


النوع الثاني نية مستحبة لتحصيل الأجر والثواب وهذه التي يغفل عنها بعض


الناس وهي استحضار النية في المباحات لتكون طاعات وقربات ..










قال رسول الله صلي الله عليه و سلم :


إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ مانوى, فمن كان هجرته إلى الله ورسوله


فهجرته إلى الله ورسوله, ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها


فهجرته إلى ما هاجر إليه " صحيح البخـاري


حديث سمعنـاه كثيراً ولكن قليل منـا من تفكر فيه حقا من يتأمل هذا الحديث ويفهمه


جيداً يعلم أنه بالنية قد تتحول حياته كلها إلى عبادة وطاعة فهناك قاعدة تقول




|| النية الصالحة تحول المباحات إلى طاعات||


إذا أصلح العبد نيته لله فإن حركاته وسكناته ونومته ويقظته إذا ابتغى بها وجه الله


ونوى النية الحسنة فيها تحتسب خطوات إلى مرضاة الله .. وقد يعجز الإنسان عن


عمل الخير الذي يصبو إليه لقلة ماله أو ضعف صحته أو لأي سبب من الأسباب


الخارجة عن إرادته وهو في نيّتـه عمل ذلك لو استطاع إليه سبيلاً فيجازيه الله بحسب نيّتـه ..


تتفاضل الأعمال ويعظم ثوابها بحسب ما يقوم بقلب العامل من الإيمان والإخلاص


حتى إن صاحب النية الصادقة إذا عجز عن العمل يلتحق بالعامل في الأجر




قال الله تعالى { وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ 
فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا }


لما انصرف رسُول اللَّه صلى اللّه عليه وسلم من غزوة تَبوك حين دنا من المدِينة




قَالَ " إِنَّ بِالْمَدِينَةِ أَقْوَامًا ، مَا سِرْتُمْ مَسِيراً ، وَلَا قَطَعْتُمْ وَادِيًا ، إِلَّا كَانُو مَعَكُمْ "


فبمجرد أن نوى العبد نية خالصة لوجه الله في سبيل القيام بأمر ما كتبت له حتى


وإن لم يستطع القيام بها فيما بعد .. وهذه نعمه من النعم التي


أنعم الله تعالى بها على عباده المؤمنين .. فـ لله الحمد والفضل والمنِّة






[ .. نذكركم ببعض العادات لعلّكم تستفيدون منها وتذكر من غفل عنها .. ]






من يأكل الطعام فقط لسدّ جوعه ليس بمثل الذي نيّتـه يأكل الطعام ليعينه 
على الطاعة والعبادة وأداء واجبات الحياة


||


من ينام ليستريح فقط ليس بمثل الذي ينام بنيّـه الإستعانة
على قيام الليل وبهذا إن لميقم يأخذ ثواب قيام الليل ، أو بنّيـه الإستعانة 
على الصلاة أو العمل أو الدراسة فيجازيه الله بقدر نيّته


||




الدراسة : فأدرس بنّيه أنه مُنسلك طريقـاً يلتمس به علمـاً سهل الله به طريقـاً إلى
الجنة وحتى أعزّ الإسلام بعلمي وهكذا كل لحظة مذاكرة وكل نظرة في الكتب عليها ثواب


||


تعليم الصغار .. فكثير منا يضجر من أخوته الصغار عند تعليمهم أو تدريسهم ولكن استحضر
نيّة أن كل حرف علّمته أو آية أحفظتها له أو ذكر يصبْ في ميزان حسناتك في كل حرف يقرأ


||


ممارسة الرياضة : أمارس الرياضة لأن عندي طاقة فأفرغها في طاعة بدل من
معصية ولأن المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف


||


عند ارتداء الحجاب استحضر نيّة أني ألبسه طاعة لله وعباده فرضها




||


الجلوس على الإنترنت : لخدمة دين الله ونفع المسلمين نستفيد شيء ينفع في أمور ديننا أو
دنياي و لأن المسلم يجب أن يكون مثقف ويواكب عصره


||


من أراد أن يضيف عاده إضافية ننتفع منها ويكون قد دل على خير أو أحيا سنة فليفعل :)




||


[.. والذي يعين على استحضار النية ..]


التأني والتدبر وعدم العجلة فيفكّر الإنسان فيما يأتي ويترك ويحاسب نفسه قبل


العمل فينظر هل هو حلال أم حرام ، ثم ينظر في نيتّه : ماذا أراد بذلك ؟ فكلّما


حاسب نفسه .. وعوّدها النظر قبل العمل .. كلّما كان ذلك أدعى لتذكره أمر النيّه ..


حتى يصبح ذلك ملكٌ له .. وعادة يعتادها فلا يخرج ولا يدخل ولا يأكل ولا يشرب ولا


يعطي ولا يمنع إلاّ وله نيّه في ذلك وبهذا تتحول عامة أوقاته إلى أوقات عبادة وقربة









[.. إخلاص النّيـة ..]


إخلاص النية أساس القبول


ولابد من استحضار النية من تجريدها من كل الشوائب والرغبات الذاتية والدنيوية


وإخلاصها لله تعالى في كل عمل من أعمال الآخرة ، حتى يجوز القبول عند الله


ذلك أن لكل عمل صالح ركنين لا يقبل عند الله إلا بهما


أولهما الإخلاص وتصحيح النية


وثانيهما موافقة السنة ومنهج الشرع


يقول ابن عطاء الله : الأعمال صور قائمة ( كالتماثيل ) وروحها وجود سر الإخلاص فيها ..


بدون الإخلاص إذاً لا يقبل عمل مهما يكن ظاهره الخير والصلاح


عن أبي هريرة قال : قال رسوله الله صلى الله عليه وسلم : قال الله تعالى :


" أنا خير الشركاء ، من عمل عملاً ، اشرك فيه غيري ، فأنا منه بريء ، هو للذي أشرك به " رواهـ مسلم


فأن عدم الإخلاص في النّيـة قد يوقع الإنسان في ظلام الشرك










قال معاذ رضي الله عنه " أما أنا فأنام وأقوم فأحتسب نومتي كما أحتسب قومتي "


فكان رضي الله عنه يحتسب الأجر في النوم , كما يحتسبه في قيام الليل ..


لأنه أراد بالنوم التقوي على العبادة والطاعة


استحضار القلب قبل أو أثناء العمل .. أي استحضار عظمه الله تعالى كأنه ناظر إليك و


استحضار الجنّة والنار أما معينيك ،واستحضار وقوفك بين يدي الله تعالى


ومرورك علي الصراط و هل سيكون حبوا أو مشيا أو جريا أو كالبرق


وألا تبالي بنظر الناس إليك فلن ينفعك أو يضرك أحدهم بشيء ..












على قدر نيّـة العبد وهِمّته ومراده ورغبت


يكون توفيق الله له وإعانته .. فالمعونة من الله تنزل على قدر هِمَمِهم


اللهم اجعل كل أعمالنا خالصة لوجهك الكريم و لا تجعل لأحد من خلقك فيها شيئـاً ..


اللهم اجعلنا من الذين إذا علموا عملوا ، وإذا عملوا أخلصوا ، وإذا أخلصوا


قُبِلوا عندك يارب العالمين .. اللهم آميــــن






||





إلى الملتقى إن شاء الله في درس جديد استودعتكم الله الذي لاتضيع ودآئعه 


سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك اللهم وأتوب إليـــــك ..


لاتنسونا من صالح دعائكم ..


||





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق